الوعي السياسي في العالم … يضطرب !!

كتب ” زبيغنيو بريجنسكي “مقالا في كومونتير – فرنسا بعنوان ” الاضطرابات الدولية تدعو الى حلف أوربي – أميركي متكافئ لا يخاف روسيا ولا الصين ” يرى فيه أن بوش بالغ عندما شبه الحرب على الإرهاب بالحرب الباردة التي كانت تمثل خطر وجودي ويرى أن العالم يعيش اليوم “اضطراب الوعي السياسي ” ويقظة سياسية عالمية وانفلات الطموحات وفي كل أنحاء الأرض هناك ميل الى تطرف شعبوي يحمل بذور العنف وهذا التطرف ينتظم على الانترنت يعزز ذلك الواقع السياسي ويحمل لواء هذا التطرف 120 مليون شاب منتشرين في العالم وينحو التطرف أكثر نحو الاسلاموية الجهادية حيث تنتشر هذه الظاهرة على امتداد المناطق التي شهدت أو تشهد تدخل خارجي يساعد في ذلك نفاد الرصيد الشعبي لأميركا في أفغانستان واحتلال العراق ووضع إيران العدائي وسوء معاملة الفلسطينيين وهذا قد يحمل واشنطن على التورط في هذه البلاد .  

ويضع بريجنسكي نقاطا للخروج من النفق الذي وصلته السياسة الدولية وذلك بحاجة الى الحوار بين ضفتي الأطلسي باعتباره حاجة ملحة ويفترض هذا الحوار ” ولايات متحدة”  أطلسية تحترم أوربا وتقر بالحاجة لدعمها وأوربا سياسية تدرك مسؤوليتها الدولية كقوة سياسية وعسكرية تناصر الولايات المتحدة كشريك خاصة مع الوجوه الجديدة التي تحكم في أوربا اليوم ويرى انه يجب فتح قنوات للاتصال مع إيران وبعث عملية السلام عاجلا متضمنا قضايا الحل النهائي والتخلص من فكرة الوصاية في العراق ويقول بان العراقيين اقدر على حل خلافاتهم .أما في موضوع نشر الديمقراطية فيجب التركيز على حقوق الإنسان بدل الانتخابات لأنها الطريق الى الديمقراطية ويجب تفادي عزل روسيا دوليا “أطلسيا ” وعدم المبالغة في الخوف من الصين وهي لن تصبح قوة عالمية قبل وقت طويل والى حينه يجب استمالتها الى النظام العالمي الجديد .